مسلم نت
عضو جديد
عدد المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
 |  موضوع: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا  الأحد يناير 31, 2010 11:20 am | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الآية التي نحن بصدد الحديث عنها من الآيات الكافيات التي جمعت الكلم في الاستقامة والطاعة والإيجاز والإعجاز فقد قال عنها أبو منصور الثعالبي رحمه الله في كتابه القيم الإعجاز والإيجاز في الباب الأول في بعض ما نطق به القرآن ( الكريم ) من الكلام الموجز المعجز قال: من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيمان ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن وليتأمل علوه على سائر الكلام فمن ذلك قوله عز ذكره ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الأتمار ( الامتثال والطاعة ) والانزجار. وذلك لو أن إنسانا أطاع الله سبحانه مائه سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة ( انتهى ) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمه الله في كلمات القرآن تفسيروبيان : استقاموا: على الحق اعتقادا وعملا وإخلاصا .
- القرآن يأمر بالاستقامة:
وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالاستقامة
قال تعالى: ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغو إنه بما تعلمون بصير ) فصلت آية (112) .
وقال تعالى ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ) الشورى آية (15).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- ابن السعدي وتفسير الآية:
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان:
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) أي اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علما وعملا فلهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- ابن كثير وتفسير الآية:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير القرآن العظيم: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) أي: أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم..... ثم قال: قرأت عند أبى بكر الصديق هذه الآية ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قال: هم الذين لم يشركوا بالله شيئا..... وسئل ابن عباس – رضي الله عنهما – أي آية في كتاب الله أرخصُ قال قوله ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على شهادة أن لا اله إلا الله وقال على بن أبى طلحة عن ابن عباس: ( قالو: ربنا الله ثم استقاموا ) على أداء فرائضه وكذا قال قتاده، قال: وكان الحسنُ يقول: اللهم أنت ربنا، فارزقنا الاستقامة . وقال أبو العالية ( ثم استقاموا ) أخلصوا له العمل والدين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- الأمر بالاستقامة في السنة النبوية المطهرة:
روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحة – في كتاب الإيمان: عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال: ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقال ابن السعدي رحمه الله في كتابه بهجة قلوب الأبرار في شرح الحديث:
- فهذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم كلاما جامعا للخير نافعا موصلا صاحبه إلى الفلاح . فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله الذي يشمل ما يجب اعتقاده: من عقائد الإيمان، وأصوله، والانقياد والاستسلام لله باطنا وظاهرا، ثم الدوام على ذلك، والاستقامة عليه إلى الممات وهو نظير قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة إلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فصلت آية (30) .
- فرتب على الإيمان والاستقامة، السلامة من جميع الشرور وحصول الجنة وجميع ألمحاب وقد دلت نصوص الكتاب والسنة الكثيرة على أن الإيمان يشمل ما في القلوب من العقائد الصحيحة، وأعمال القلوب: من الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، وإرادة الخير، وكراهة الشر ومن أعمال الجوارح . ولا يتم ذلك إلا بالثبات عليه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- الأعظمي والاستقامة:
قال الدكتور محمد لقمان الأعظمي الندوي في كتابه دراسات في الحديث النبوي:
ولعل الدعوة إلى الاستقامة تشير إلى منحنيات الدعوة الإسلامية ومعوقتها، وما يتعرض في سبيل ذلك من المحن والابتلاء، وترشد إلى الطريق التي تحقق للدعاة أهدافهم العالمية، وتؤهلهم لحمل هذه الرسالة، وتجعل منهم الأمة الوسط التي اختارها الله تعالى لتكون شهيدة على الناس وهادية إلى سواء السبيل وداعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة إلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم ) فصلت آية (30-32) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
-وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم المثل الأعلى في الاستقامة في قوله وعمله وحياته كلها، وكان يأمر بها ويحث عليها واعتبرها – إذا ارتكزت على الإيمان – ملاك دعوة الإسلام، ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم للسائل : قل: آمنت بالله ثم استقم .
وهكذا اخوة الإسلام جمعت هذه الآية الكريمة ملاك العمل الصالح والمداومة عليه وبذلك كانت من الآيات الكافيات الكفيلة بإصلاح الأمة إن استقامت عليها .
إعداد الأستاذ الدكتور نظمى خليل أبو العطا موسى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
